Friday, June 8, 2012

3


يقولون اللي خلف ما ماتش، وصاحبنا طيفط لين ما ماتش أكيد، وإنما رجع للحياة في تجسده الجديد، داني بويل. مؤسس موجة البكابورت الهندي الجديد. المؤسسة البريطانية بكامل قبحها تتجلى في هذا الفيلم، مع الاستخذاء الهندي. ثمة شخصيات هندية رفضت الفيلم مثل أميتا باتشان (الذي يذكرونه في أحداث الفيلم، وكان مقدم النسخة الهندية من برنامج "من سيربح المليون؟" في الحقيقة. أميتا باتشان حاجة كبيرة في الهند، ولا تقول مانموهان سنغ ولا سونيا غاندي. أميتا باتشان عنده تأثير يقشهم كلهم) وسلمان رشدي الذي هاجمه بشدة. (سلمان رشدي شخصياً بكابورت لوحده، لكنّه كان محقاً بشأن هذا الفيلم). الفيلم مأخوذ من رواية لفيكاس سوارب (فكّاس بالورب) عنوانها أسئلة وأجوبة. رواية سوارب الأصلية عك ف عك. البطل مسيحي/مسلم/هندوسي متعدد الأديان والأسماء، وحبيبته مومس تعرف عليها في ماخور في  أواخر سن المراهقة، وأخوه في الفيلم كان مجرد صديق في الرواية. (من الواضح أن فيكاس سوارب كان متأثراً بالرواية الخالدة أن تكون عباس العبد). مما يُظهِر عبقرية السنارِست سيمون بوفوي الذي صنع من هذا الهذي كلام ممكن الواحد يبلعه بتعطيل كل حواسه المنطقية.

نأتي للقبيح: داني بويل كان بينش دبّان في الهند، ومن تولّت إدارة كافة عمليات التصوير كانت لفلين تاندان. هناك ثلاثة أطفال في الفيلم يلعبون أدوار الشخصيات الرئيسية الثلاث: جمال، سليم، ولاتِكا. الولد الذي يلعب دور جمال كان ابن ذوات وأخذ حقه في الفيلم تالت ومتلِت. الطفلان الآخران من أطفال العشوائيات، ولم يحصلا على أجر. بل خدعهما بويل بالقول إنهما سيحصلان على أجرهما لو تخرجا من الثانوية. طبعاً، ترك الطفلان الدراسة، وامتلك بويل - ومن معه في إدارة الإنتاج - الصلافة الأخلاقية والسفالة اللازمتين للقول إن هذا كان الخيار الأفضل للطفلين لأن إعطاءهما المال وهما طفلا عشوائيات سيُدمر حياتيهما، وإن ربط الحصول على الأجر بالانتهاء من الدراسة كان لتحفيزهما على عمل شيء بحياتيهما. صحافي بريطاني تنكر على أنّه مبعوث شيخ عربي من دبي ليتبنى الطفلة، وحاول شراءها من أهلها.

عدا عن ذلك، الفيلم يستحق التصفيق. بريطانيا جربت اضطهاد الهند، وبعدين جربت تبعت لهم قديسات، وبعدين قالت ما تيجوا نلعب هنود وحرامية. كله باشُن بلاي علشان عواجيز الإمبراطورية. تلاقي الواحد منهم: "شوفتوا! شوفتوا! لما كُنا بنجلد أبوهم ف الهند مكانش في أطفال عشوائيات!" كان للفيلم عواقب وخيمة: أنيل كابور صدق نفسه، وقد كُنا بالكاد مستحملينه في الأفلام الهندية علشان قريب شيشي كابور. كما أن مخلوقاً اسمه ديف باتِل قد انطلق على العالم. أ. ر. رحمن اشتهر بموسيقى "جاي هو" و"لاتِكا"، والأولى أغنية قد رفضها مخرج هندي من قبل، فقلبها رحمن وأرسلها لداني بويل. وعرفت المطاعم الهندية فترة ازدهار كبيرة في الغرب، عُرفت باسم فقاعة الأكل الهندي.

No comments:

Post a Comment