Friday, June 8, 2012

1


أحد أشهر "الوِت دريمز" الغربية وأكثرها تكراراً في الأدب والفن عبر التاريخ موتيفة (القديسة). وفي فيلم ديفد لين، واحد من أشهر مخرجي البكابورت في التاريخ، يوجد قديستان، عجوز وشابة. الفيلم مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب البريطاني إ. م. فورستر - قريب عائلة فورستر التي يعتقد رجالها أن بروك الشقراء الوحيدة في أمريكا الشمالية - الذي كانت له تنظيرات لا بأس بها في الرواية، كما أنّه كان من مُعارضي الحركة النسوية ومن أكبر مُعارضي فرجينيا وولف - لأنها ليست بروك، بالطبع. (كان يرد عليها في الصحافة باسم مستعار هو "الصقر النبيل" مما يدل على كونه الأب الروحي لكل أدباء المنتديات في التاريخ). كان لدى فورستر مشكلة مع البرجوازية البريطانية التي شَرّد لها في رواية مكان تخشاه الملائكة، وفي الرواية التي أُخِذ عنها هذا الفيلم.

ثم جاء ديفد لين، مخرج الملاحم، وقطّع هذا الفيلم عن مشاكل المستعمرين البريطانيين في الهند، وكيف أنّ البلد يُسبب لهم الإستبحس لشهوانيته الشديدة، حيث الإنكليز مهذبون ومحترمون وما بيعملوش حاجات بسيئة ولا عندهم تماثيل أنثوية عندها ما عند الهاربي.الفيلم مليء بالرموز ولا كأنه هذيان كاثوليكي! سو متش لبروتستانتية بريطانيا. إشي عاصفة، وإشي تجربة، وحتى غارغويلات صناعة هندية. والآنسة البريطانية يا حسرة، وجدت نفسها في التجربة، ولا أجدعها قديسة، صرخت: "فادي رترو ساتانا! فادي رترو ساتانا! فادي وترتر وساتينا!"

 وآخر المتمة، تنتصر الأخلاقيات البريطانية الفذة، وتتنازل القديسة الشابة عن القضية، ويصيح الجميع: "مسز مور! مسز مور!" كل الهنود عاوزين مسز مور، القديسة العجوز، حيث لا يُمكِن ائتمانهم على القديسات الشابات. والقديسة الغربية تداوي كل شرور الاستعمار وتعطف على أطفال الطبيعة الهنود. والقديستان يروحوا من بلد الشيطان الهند، والقرود تعرف طريق ربنا وتصرخ "مسز مور! مسز مور! مدد يا أم العواجز!"

 نعرف من هذا الفيلم أن العلاقة بين السينما وصناعة اللحوم قديمة، لكثرة الملاحم السينمائية التي تقطع في لحم الشعوب. ونعرف أيضاً أن آل السُبكي ليسوا دُخلاء على السينما. السينما، المصدر الأقدم للبروطين الحيواني.

No comments:

Post a Comment